استمراراً لإحياء الذكرى المئوية لوزير ثقافة مصر الراحل «الضابط.. الأديب.. الدكتور ثروت عكاشة»، والتي تحتفل بها مصر على مدار عام 2021 بأكمله، علينا أن نستلهم من مسيرة الرجل وإنجازاته الثقافية ما يفيدنا اليوم في إعادة تفعيل أدوات وأجهزة وزارتي الثقافة والدولة للإعلام لتلعب دورا محوريا في إعادة غرس منظومة الأخلاق والسلوك ومجموعة القيم والمبادئ الهادفة للارتقاء بتعاملات وتصرفات وسلوك أفراد المجتمع، عن طريق التفاعل مع الأعمال السينمائية والتلفزيونية الهادفة، وضبط إيقاع وسائل التواصل الاجتماعي، وتعديل القوانين بما يحقق الانضباط لمستخدميها، وتكثيف نشر الكتب ورقيا وإلكترونيا للحفاظ على «عادة» القراءة التي تهذب النفس وتسمو بالسلوك، وإحداث «ثورة» حقيقية شاملة في عالم الصحافة والإعلام والنشر باستخدام التقنيات الحديثة للوصول إلى عقول الشباب.
وتأكيداً فإن الزمن قد تغير بين خمسينيات القرن الماضي وعشرينيات القرن الحالي، ولم تعد الوسائط الناقلة للمعلومة كما كانت، بل هناك «ثورة» تقنية حقيقية يجب استيعابها واستخدام معطياتها وطرقها لتوصيل المحتوى الثقافي والإعلامي للمتلقي المستهدف.
وأعتقد أننا لابد أن نبدأ بإعادة هيكلة شاملة للمنظومة الثقافية في مصر، ولدنيا خبراء شهد لهم العالم عبر «اليونسكو» وغيرها من المنظمات العالمية، ولتطوير هذه المنظومة يجب اتخاذ العديد من الخطوات والإسراع بتنفيذها على أرض الواقع، وهي خطوات انتبهت لها استراتيجية مصر 30/20 من خلال تبني حزمة من البرامج الهادفة لصقل ورفع مستوى الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع، ويتزامن مع تنفيذ هذه البرامج رفع كفاءة إدارة الخدمات الثقافية وتوسيع نطاقها، وطبعا تطوير ومراجعة التشريعات والقوانين ذات الصلة، وبناء شبكة بنية معلوماتية يمكنها حفظ التراث وربط العمل الثقافي في كل أرجاء المحروسة.
.. رحم الله «جنرال» الثقافة د. ثروت عكاشه.. وحفظ مصر وأهلها من كل سوء.
اقرأ أيضا:«الثقافة» في أسبوع | إعلان إطلاق احتفالية مئوية ثروت عكاشة.. الأبرز
